الاول من كانون الاول (ديسمبر)




وصل موريتز الى روما؛ لقد لفت هذا الرجل انتباهي اول مرة بكتاب سيرته الموسوم "انطون رايزر"، وكتاب رحلاته المعنون "طواف في انجلترا". هذا حقاً رجل من الطراز الاول، ونحن نتمتع بصحبته حقاُ.

هناك، في روما، كثرة من الاجانب الذين ما جاؤا لدراسة الفن، بل بحثاً عن اصناف اخرى من اللذائذ، وعليه يتوجب على المرء ان يكون على اهبة الاستعداد لكل طاريء.

هناك اشباه فنون، تتطلب حذاقة يدوية وذائقة للحرف اليدوية، وقد تطورت هنا في روما تطوراً عظيماً، واجتذبت اهتمام الكثير من الاجانب. من ذلك الرسم بالوان شمعية تثبت بالحرارة. وما هذه سوى عملية ميكانيكية، من اول خطوة، حتى آخر اجراء: الشيَّ. بوسع كل من تعلم الرسم بالالوان المائية ان يزاولها؛ غير ان جدّة هذا الانتاج غالبا ما تعوض عن ضآلة القيمة الفنية للمنتوج. هناك فنانون اذكياء يعلموّن هذه الطريقة. فبحجة اعطاء الارشاد، يتولون هم انفسهم تنفيذ القسط الاكبر من العمل باناملهم، بحيث ان التلميذة الحلوة تعجب لموهبتها الدفينة حين ترى الصورة تنشأ في نحت شمعي بارزي وتتلألأ في اطارها الذهبي.

هناك مهنة اخرى لطيفة، تقوم في اخذ قطعة عملة معدنية، أو حجارة منقوشة، وضغطها على صفحة من الصلصال الناعم بحيث ينطبع وجها العملة أو النقش في آن واحد.

ان إعداد عجينة الزجاج ذاتها تتطلب قدراً كبيراً من الحذق والانتباه المركز. من هذه المهن كلها يحتفظ هوفرات رايفنشتاين بالادوات والعدة الضرورية في منزله، أو على الاقل في حارته.