15 كانون الثاني (يناير)




طيب، ها قد عرضت مسرحية "اريستوديمو" اخيراً، وبنجاح كبير. ولما كان أباتي مونتي من اقرباء ابن اخ البابا، ويتمتع بشعبية واسعة في المجتمع الراقي، فكان طبيعياً ألا يبدي هذا الوسط إلا الثناء على العمل، زد على هذا ان نظارة الشرفات الخاصة ابدوا السخاء كله تصفيقاً. فمنذ البداية وقعت هذه الصفوة اسيرة حسن بيان الشاعر، ورهافة اداء الممثلين، فلم تفوت فرصة للجهر بالاستحسان. ولم يكن الفنانون الالمان، الجالسون في الصفوف الخلفية اقل ضجيجاً، وهو صخب مناسب لمرة واحدة، فالمعروف عنهم انهم صخابون في كل المناسبات.

لزم المؤلف بيته قلقاً من احتمالات استقبال الجمهور للمسرحية، غير ان الانباء الحسنة تواترت عليه بعد كل مشهد، فقلبت قلقه الممض الى فرح طاغ، على درجات. ويبرهن نجاح المسرحية ان التضاد الدرامي المتين، شريطة ان يكون لكل عنصر في المتضادات وجوده الحقيقي الخاص قادر على الفوز برضا المختص والجمهور العام، سواء بسواء.

لقد كان العرض يستحق التقدير، وكان تمثيل واداء الممثل الرئيس، الذي بقي على الخشبة طوال الوقت تقريبا، رائعين كل الروعة؛ لكأنك ترى احد ملوك الاقدمين بلحمه ودمه. وان الازياء التي تفتننا كثيراً حين نراها في التماثيل، قد قلدت تقليداً ناجحاً في الزي الذي ارتداه الممثل، ومن الجلي انه درس حقبة القدماء دراسة وافية.