في المساء، بعد ان خمد سعار الكرنفال




لا اشعر بالراحة حين اغادر واترك موريتزلوحده. لقد احرز بعض التقدم ولكن ما ان يتركه المرء ليعنى بنفسه، حتى يتوارى عن الانظار في جحور اختفائه المفضلة. لقد كتب بتشجيع مني رسالة الى هيردر، ارفقها طياً، وآمل ان يحوي الجواب نصحاً نافعاً. ان موريتز انسان طيب طيبة استثنائية، وكان كفيلا بان يحرز تقدما افضل لو انه التقى، بين الحين والآخر، اناساً عطوفين، قادرين على شرح وضعه اليه. ولو سمح لـه هيردر، في الوقت الحاضر، ان يكتب رسالة بين الحين والآخر، فان ذلك سيعينه اكثر من أي شيء آخر. انه غارق في عمل حفريات اركيولوجية، تستحق التشجيع حقاً. وليس بمقدور صديقنا هيردر ان يجد قضية افضل من هذه يتوسط فيها بما عنده من مكانة، ولا حقلاً اكثر خصوبة من هذا يبذر فيها بذوره.

ملامح البورتريت الكبير الذي يرسمه تيشباين لي، بدأت بالبروز على قماشة اللوحة. لقد طلب من نحات بارع اعداد انموذج صغير من الطين، ولفه بعباءة انيقة. وهو يعكف على الرسم بمثابرة كبيرة اعتماداً على هذا النموذج، نظراً لوجوب ايصال اللوحة الى مرحلة معينة قبل ان نغادر صوب نابولي وان مجرد فرش هذه المساحة الكبيرة من القماشة بالدهان يتطلب الكثير من الوقت.