27 شباط (فبراير)
امضيت أمسي بالمطالعة في الغرفة، بانتظار ان تمر وعكتي الخفيفة. أما اليوم فقضيناه في غبطة اعجب المشاهد. بوسع المرء ان يكتب أو يرسم كما يشاء. لكن هذا المكان، بساحله، وخليجه، وبركانه، وقلاعه، وفيلاته، وبكل ما فيه، يتجاوز القدرة على الوصف. في المساء ذهبنا الى جروتا دي بوسيلليبو، وبلغناه لحظة كانت اشعة الشمي الغاربة تلقي نورها على المدخل مباشرة. يحق لي الآن ان اغفر لكل من يجن افتتاناً بنابولي، وان اتذكر في محبة عظيمة أبي، الذي طار صوابه بمثل هذه الانطباعات المكينة التي خلفتها هذه الاشياء نفسها التي اراها اليوم. يقولون ان من ير شبحاًمرة واحدة في حياته، لن يهنأ ابداً؛ العكس بالعكس: بوسعي ان اقول عن أبي انه ما كان ليشعر بالتعاسة حين يعود بافكاره، دوما، الى نابولي. استطيع الآن ان احتفظ برباطة جأشي، على طريقتي الخاصة، ولا افقد صوابي فتكاد عيناي تخرجان من محجريهما إلا حين يكون كل شيء كاسحاً بروعته في بعض اللحظات.