الاول من آذار (مارس)




في روما، اضطررت مراراً، وبأكثر مما احب، على ان اهجر وجودي المعاند في الصومعة، لاشارك في الحياة الاجتماعية. ينبغي ان الاقرار ان من المفارقة ان يخرج المرء الى العالم على نية البقاء وحيداً. وعجزت، على سبيل المثال، عن صد دعوات الامير فالديك الكريمة، فاتاح لي بفضل مقامه ونفوذه، ان أرى الكثير من الاشياء الجميلة بصحبته.

وقد قصد الامير فالديك نابولي قبل مجيئنا، ولم نكد نطأ ارضها حتى بادرنا بدعوة لكي نرافقه في جولة بالعربة الى بوزولي والريف المجاور. كنت افكر في رحلة الى بركان فيزوف اليوم، لكن تيشباين اقنعني بوجوب قبول الدعوة، قائلاً ان رحلة في مثل هذا الطقس الحسن وبصحبه مثل هذا الامير المتنور، ستكون مثمرة قدر ما تكون مسرة. وسبق ان تعرفنا في روما على سيدة جميلة وزوجها، وهما صديقان ملازمان للامير. علمنا انها ستكون بين المدعوين، وعليه فاننا نركن الى ان ننعم بجولة مثيرة وسارة.

كنت معروفاً لدى هذه الدائرة الراقية سلفاً، ابتداء من مناسبة سابقة. خلال لقائنا الاولي سألني الامير عم اكتب، وكنت وقتها منهمكا في كتابة افيجيني انهماكاً كبيراً دفعني الى ان اقص عليه خلال تلك الامسية الحكاية كلها باسهاب. اعقبت ذلك مناقشات، وتولد لديّ الانطباع انهم كانوا يتوقعون شيئاً اكثر حيوية واشد عنفاً.