19 آذار (مارس)




عقدت في غضون الايام القليلة الماضية علاقات جديدة وحميمة. لقد كان تيشباين وما يزال صديقاً وفياً، نافعاً في كل جولاتي في ممالك الطبيعة والفن. وحين كنا في زيارة بوريتشي بالأمس تحادثنا كثيراً، وتوصلنا معاً الى الاستنتاج بأن مستقبله الفني، وواجباته في البلاط وفي المدينة، التي قد تفضي به الى نيل وظيفة دائمة في نابولي، لا تتفق مع خططي واهتماماتي الخاصة. وعلى عادته في تقديم العون دوماً، اقترح عليّ ان اتخذ رفيق جولات لي من شاب رأيته كثيراً منذ وصولنا، ولكن ليس من غير اهتمام أوعطف.

يدعى هذا الشاب كنيب. لقد عاش ردحاً من الزمن في روما، ثم قصد نابولي، المكان الامثل لرسم المناظر الطبيعية. وسبق لي ان سمعت في روما ان براعته في الرسم مثيرة للاعجاب، رغم ان هذا الثناء لا يسري على استعداده للعمل. والآن، بعد ان تعرفت اليه عن كثب، اظن ان هذه المثلبة التي يلام عليها ترجع في الواقع الى افتقاد الثقة بالنفس الذي يمكن، بلا ريب، التغلب عليه، لو قضينا بعض الوقت معاً. وتأكيداً لهذا الاستخلاص، فقد بدأ بداية حسنة سلفاً، واذا ما سارت الامور مثلما اتمنى، فاننا سنكون رفاق سفر ممتازين لوقت طويل نوعاً ما.