2 كانون الثاني (يناير) 1787




يلهج المرء بما يشاء من الثناء على الكلمة المكتوبة أو المنطوقة، غير ان ثمة مناسبات تعجز فيها الكلمة عن ان تفي بالمرام. فلا سبيل لها، قطعاً، في ان توصل الطابع الفريد لأية تجربة، حتى في شؤون عقلية صرفاً. أما حين ينغمس المرء في ان يعاين موضوعاً معيناً لأجل ذاته، فان قراءة أي نص عنه أو سماع أية معلومة بصدده انما يورثان الامتاع؛ ذلك ان الكلمة، ها هنا، تتصل بالصورة الحية، وتسمح بالتأمل والحكم.

اعتدتم غالبا على الضحك من شغفي العاتي بملاحظة الصخر والنبات والحيوان من زوايا نظر معينة، وسعيتم الى ان تثنونني عن ذلك. أما الآن فانتباهي منصب على العمارة والنحت وفن الرسم، وسأجد في ذلك كله ما اتعلم منه لاجد ذاتي.