15 شباط (فبراير)




قبيل التوجه الى نابولي، لم استطع تفادي اعطاء قراءة اخرى لمسرحية افيجيني. تألف جمهور المستمعين من السنيورة انجيليكا، وهوفرات رايفنشتاين، بل حتى السنيور زوكي، الذي اصر على الحضور، نزولا عند رغبة زوجته. وكان وقتذاك مشغولاً بالعمل على رسم معماري كبير باسلوب التزيين للديكورات، وهو استاذ بارع في هذا الاختصاص. والمعروف انه كان على صلة وثيقة بكليريساو، وقد عاشا معا في دالماتيا. وكان زوكي يرسم الشخوص للمباني والاطلال، لينشرها كيريساو فيما بعد. فتعلم، عن هذا الطريق، الكثير عن المنظور والمؤثرات، حتى بات في شيخوخته، يسلي نفسه برسمها على الورق بيسر وبراعة.

استجابت انجيليكا، بروحها الرقيقة الشفافة، لمسرحيتي استجابة عطوفة، متفهمة، اذهلتني. وعدتني بأن تضع رسماً يعتمد على احد مقاطع المسرحية وان تقدمه لي هدية تذكارية. وهكذا بت، وأنا اوشك على مغادرة روما، متعلقاً تعلقاً عميقاً بهؤلاء الناس، ذوي القلوب الطيبة. ومما يبعث فيّ السعادة والأسى معا ان اعرف ان ثمة من سيحزن لفراقي.