7 آذار (مارس)




اخذني تيشباين هذا الاسبوع، عن وعي وتصميم، لرؤية جل كنوز الفن في نابولي وشرح مغزاها لي. لقد افلح حتى الآن، بوصفه خبيراً ورسام حيوانات بارعاً، في اثارة اهتمامي في نحت برونزي لرأس حصان في قصر بالازو كولومبرانو، فذهبنا اليوم لمشاهدته. ان هذه القطعة المذهلة تقف في فسحة فوق نافورة الفناء، قبالة البوابة الامامية. لابد ان اثر هذه القطعة كان عظيماً، لدى النظر اليه في علاقته باطراف وجذع الحصان الكامل.

لابد ان الحصان الكامل اكبر بكثير من الجياد الموجودة في مبنى سان ماركو، وحتى لو اكتفينا بتفحص رأس احصان وحده، تفحصاً دقيقاً وقريباً، فانه يترك انطباعاً عميقاً بالتفرد والعنفوان: عظم جبهة رائع، منخران نافثان، اذنان منتصبتان، وعُرف متطاير! أي مخلوق جبار، متقد.

حين درنا على اعقابنا لاحظنا تمثال انثى منتصباً في فسحة فوق البوابات. يرى فينكلمان ان ذلك يمثل راقصة، لأنه يعتقد ان الحركات الرشيقة، المتنوعة، لهاته الراقصات كانت تثير رغبة النحاتين في تخليدها لنا في الاشكال المرمرية الثابتة للحوريات والآلهات. ان هذه المخلوقة رشيقة، حلوة؛ ويبدو ان رأس هذه المرأة قد انسلخ عن الجسد، فاستعيض عنه بنحت رأس بديل؛ أما بقية التمثال فسليمة تماماً، وتستحق هذه المرأة لتمثالها موقعاً افضل.