كاسيرتا، 14 آذار (مارس)




زرت هاكرت في شقته في القلعة القديمة حيث يسكن في مكان يخلو من الراحة، ولا يتوفر إلا بالكاد على فسحة لاستقبال الضيوف. ان القلعة الجديدة كناية عن قصر يليق بملك؛ فهي مبنى ضخم رباعي الاضلاع يشبه الاسكوريال (Escorial) مع عدد من الفناءات الداخلية. وان موقع القلعة فائق الجمال ـ اذ تطل على واحد من اخصب السهول في العالم، ولها منتزه ينتهي عند سفوح الجبال. وتنطلق من هذه الجبال قناة علوية تحمل سيلاً من الماء لتزويد القلعة، وسقاية الريف المجاور. ويمكن اطلاق الماء لكي يتدفق عبر صخور رتبت بشكل اصطناعي في هيئة شلالات صغيرة. وان تنسيق الحدائق بديع، ومنسجم تماماً مع خصائص منطقة هي ذاتها جنينة من الجنائن.

ورغم ان القلعة تبدو ذات فخامة ملوكية، إلا انها خالية من الحياة، ولا يمكن للناس من امثالي ان يشعروا بالارتياح في مثل هذه الغرف الكبيرة، الخاوية. ولعل هذا الاحساس نفسه ينتاب الملك ايضا، لأنه انشأ دارة في الجبال، ذات مقياس اصغر يناسب ابعاد الانسان، وذات موقع انسب للقنص، واللذائذ الاخرى في الحياة.